وهذا من جهةٍ غلط، ومن جهةٍ قد يسوغ، كما بينه الإمام مالك بن أنس. أما المعاني فهي معروفة عند العرب كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة" كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة. واطْرُدْه في جميع الصفات؛ لأن هذه الصفات معروفة عند العرب، إلا أن ما وُصِفَ به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئًا من صفات المخلوقين، كما أن ذات الخالق جل وعلا حق، والمخلوقون لهم ذوات، وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئًا من ذوات (١) المخلوقين.
فعلى كل حال: الشرُّ كلُّ الشرِّ في تشبيه الخالق بالمخلوق، وتنجيس القلوب بقذر التشبيه. فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وُصِفَ بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فتكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه، على نحو: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)}.
وهنا سؤال لا بد من تحقيقه لطالب العلم، أولًا: اعرفوا أن اللفظ -المقرر في الأصول-: أنه إذا دل على معنى لا يحتمل غيره هذا يسمونه: "نصًّا"، كقوله مثلًا:{تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ}[البقرة / ١٩٦]. فإذا