للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللغة العربية ونشأتها

النسبة: نسبت هذه اللغة إلى العرب لأن لغتهم التي فتقت عليها أسماعهم، ودارت عليها رحى بيانهم. وإنما سموا عربًا:

١ - لأنهم أهل بيان وفصاحة. واسم العرب مشتق من الإعراب وهو الإبانة، فيقال: أعرب الرجل عن ضميره إذا أبان عنه (١).

٢ - أو من "عرب" العبرانية أي أرض الغروب والظلام، والعبرانيون لا يميزون في الصورة بين العين والغين، ومن هذه اللفظة كلمة أوربة (عروبة) على ما قال مكس مللر، وكما جاء في قاموس نورث (٢).

٣ - أو من "عرب" العبرانية بمعنى الخلط والمزج لكونهم شعبًا ممزوجًا من نسل قحطان وإسماعيل ومديان ومؤاب وعمون وعملاق. وربما اختلطوا بالكوشيين في الجنوب (٣).

٤ - أو من "عرب" السامية، أي قصد الغرب، وذلك لأن العرب سموا كذلك حين ارتحالهم عن الوطن الأصلي غربًا، واللغة السامية هي الأصلية. فلفظة عرب بمعنى غرب لكنها سامية وليست عبرانية.

وفي هذه الوجوه ما يقضي بأن هذا الاسم متأخر الوضع. وإن كان بعضهم قد جعل التسمية عبرانية فليس فيه دليل على أن العبرانية أقدم من العربية، لجواز حدوث التسمية وتأخرها عن المسمى، وقد سمي الخط المعروف قديمًا بالجزم - بالخط الكوفي، وهو أقدم من الكوفة بلا ريب.

٥ - وقال في لسان العرب: "اختلف الناس في العرب لم سموا عربًا، فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب: يعرب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم، وهم العرب العاربة. ونشأ إسماعيل بن إبراهيم معهم فتكلم بلسانهم فهو وأولاده العرب المستعربة. وقيل: إن


(١) بلوغ الأرب للألوسي.
(٢) فلسفة اللغة لزيدان.
(٣) فلسفة اللغة لزيدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>