للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الطورانية: ولها فروع، منها المجري والتركي على اختلاف مواطن متكلميه ولهجاتهم، وقد عدوا من فروعها الصينية واليابانية.

٤ - الحامية: نسبة إلى حام، وأشهر فروعها المصرية من اللغات البائدة والقبطية من اللغات الميتة.

٥ - الملقية: وهي اللغات المنتشرة في جزائر الأوقيانوس الباسيفيكي بين فورموزه وزيلانده ومدغشقر.

٦ - الزنجية: وهي لغات جنوبي إفريقية.

٧ - الاميركية: وهي لغات هنود أميرك الأصليين.

هذه طوائف اللغات التي ذكرها العلماء، ولكن المهم منها هو الأصول الثلاثة الأول.

وقد قسموا اللغات أيضًا إلى مرتقية وغير مرتقية، وجعلوا ميزان الارتقاء سعة نطاق اللغة، وجودة بيانها، ووفاءها بالتعبير عن المقصود. وأهم ما في غير المرتقية كون ألفاظها أحادية المقطع لا يفرق فيها بين الاسم والفعل والحرف إلا بالإضافة إلى ألفاظ أخر ذات معان مستقلة.

ثم قسموا المرتقية إلى جامدة ومتصرفة، وجعلوا ميزان التصرف قبل التصريف والاشتقاق بسهولة، ويكون ذلك فيها بتغيير هيئة الكلمة بالتصرف في حركاتها دون مادتها كما في: عرض عرضًا، وعرض عرضًا وعراضة، وعرض عرضة، وعرض عرضة وعرض. ويكون ذلك فيها بزيادة حروف وأدوات في صلب الكلمة لزيادة في المعنى كما في: خرج واستخرج، وكسر وتكسر وانكسر. وغير المتصرفة ليست كذلك بل هي ذات أصول جامدة على مبناها. وإنما يكون تصريفها بزيادة أدوات في آخر الكلمة لا معنى لها في نفسها، بل معناها قائم فيما زيدت عليه، كتصرف اللغة التركية، وخذ مثلًا: "كيتمك" وهو مصدر بمعنى الذهاب فقالوا في الأمر: "كيت" بمعنى اذهب، و"كيتدى" بمعنى الماضي أي ذهبي، و"كيتلر" بمعنى ذهبوا، و"كيتملى" بمعنى وجب أن تذهب، و"كيتمش" بمعنى ذهب به، و"كيده جي" بمعنى سيذهب. وأنت ترى في هذا المثال أن كلمة كيت لم يتغير مبناها بتغير معناها، بل لازم صفة واحدة طرأت عليها أدوات في آخرها تدل على هذا التغير.

أما الطائفة السامية فيه من اللغات المتصرفة لأنها، كما يرى في بناتها العربية والعبرانية والسريانية، مؤلفة من أصول ثلاثية ثابتة في الاشتقاق بمادتها مع قبولها التصريف بهيئتها. وقد بلغت اللغة العربية من ذلك مبلغًا فاقت به أخواتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>