للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"الوهم": وهو كسر هاء الضمير المتصلة بميم الجمع إذا لم تسبقها ياء ساكنة، وهي لكلب.

"الترخيم": وهو قطع آخر الكلمة في غير النداء، يقولون: "أبو الحكا" في "أبي الحكم".

"الاستنطاء": وهو قلب العين الساكنة قبل الطاء نونًا، يقولون: "أنطى" في "أعطى" وهي لغة سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس، والأنصار، وهي اليوم لغة الأعراب كإبدالهم للكاف شينًا أو جيمًا فارسية. وكقلب الشين ضادًا عند ربيعة واليمن، يقلبونها غير خالصة بل هي بين الضاد والشين، فيقولون في "مشط" "مضط" وفي "اشتر لي" "اضطر لي".

وقد كان أصل المشترك فيما أرى أن كل لفظة منه للغة، فلما جمعت اللغات العربية كان من هذا عدة أسماء لمسمى واحد. وهكذا الحال في الأضداد: "فثب" بمعنى "اجلس" في لغة حمير من الوثاب وهو الفراش، ولكنها بمعنى الوثوب ضد الجلوس في لغة غيرهم، و"كالناهل" للعطشان والريان، وكالجون للأبيض وللأسود، وهكذا سائر الأضداد.

وإن في اللغة المدونة كلمات ذات لغات في أبنيتها من حيث الحركات والسكون، ومن حيث الإعلال، ومن حيث الهمز والتليين. فمن ذلك ما جاء فيه لغتان مختلفتا الحركات: كرطل ورطل، وبخل وبخل، وسبروت وسبريت، وعباءة وعباية. وما جاء في ثلاث لغات: كرشوة وربوة ووجنة وزجاج، مثلثة أوائلها. وما جاء فيه أربع لغات: كعضد وعضد، مثلثة الأول. وما جاء فيه خمس لغات: كعجز بتثليث الأول مع سكون الثاني، وفتح الأول مع ضم الثاني. وما جاء فيه ست لغات: كفسطاط بضم الأول وكسره مع سكون السين ومع كسرها، وفستات بهما، وفساط كذلك. وما جاء فيه ثماني لغات: كتراب وتراب وتيرب وتورب وتريب وترباء وترباء وتوراب وتيراب. وما جاء فيه اثنتا عشرة لغة: كشمال، وشمال، وشأمل، وشامل، وشمل، وشمل، وشيمل، وشمول، وشميل، وشومل. وما جاء في ثلاثة عشرة لغة: كالنخيب، وفضل، وقفل، وهمزة، وعنق، وكلمة، وكتف، وفلز، وجمرة، وهجف، ومنتخب، وينخوب، ومنخوب.

عناية العرب بلغتهم:

تقدم القول أن العرب كانوا أهل بادية وحاضرة؛ فالبادية من مشارف الشام إلى حدود اليمن يدخل فيها الحجاز ونجد وتهامة واليمامة وأرض عمان؛ وفيها مدن قليلة كمكة ويثرب والطائف، على أن مكة لم تنتقل من الوبر إلى المدر إلا بعد أن بنى قصي بن كلاب دار الندوة؛ وأما الحاضرة

<<  <  ج: ص:  >  >>