الظهر والعصر. وقد اجتمع له من الشيوخ الذين يشار إليهم بالبنان ويعول عليهم في حل المشكلات ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره، لأن كل واحد منهم كان متبحرا ورأسا في فنه الذي اشتهر به. التنوخي في القراءات، والحافظ العراقي في الحديث، والفيروزاباذي في اللغة والنحو.
تحصيله للعلم:
١ - الحافظ ابن حجر وعلم القراءات: قرأ الحافظ على شيخه التنوخي من أول الفاتحة إلى قوله "المفلحون" من سورة البقرة جامعا للقراءات السبع، ثم قرأ عليه الشاطبية تامة بسماعه لهما على القاضي بدر الدين بن جماعة، وأذن له التنوخي بالإقراء سنة ٧٦٩ ـ.
٢ - الحافظ ابن حجر وعلم الحديث: أما علم الحديث فقد تخرج فيه على يد شيخه العراقي بعد أن لازمه عشر سنوات، وهو أول من أذن له في تدريس علم الحديث، كما أذن له في تدريس ألفيته، وشرحها، وذلك في سنة ٧٩٧ هـ. وهو أول من لقبه بالحافظ. أما الهيثمي فقد قرأ عليه الحافظ منفردا، وملازما لشيخه العراقي، وكان ابن حجر قد شرع في تتبع أوهام الهيثمي في مجمع الزوائد فبلغ ذلك الهيثمي وعاتبه فترك ذلك، كما أن ابن حجر قد أكمل ترتيب حلية الأولياء على الأبواب بعد أن توفي الهيثمي وهي مسودة.
٣ - الحافظ ابن حجر والفقه: كان ابن حجر بالإضافة إلى كونه محدثا فهو أيضا فقيه يفتي بقول الشافعي، ولا عجب فقد لازم ابن حجر شيخه البلقيني الملقب بشيخ الإسلام فسمع عليه مختصر المزني بقراءة البرماوي، والبلقيني هو أول من أذن للحافظ بالفتية وتدريس الفقه ثم تبعه غيره.
٤ - الحافظ ابن حجر وعلم العربية: فقد كان لابن حجر حظا وافرا من اللغة والنحو وتتلمذ على يد العديد من علماء هذا الشأن مثل الفيروزاباذي الذي ناوله القاموس المحيط وأذن له في المناولة بروايته عنه كما أن ابن حجر له من النظم والشعر ما وصفه تلامذته بأنه رائق.