والفتيات، لإظهار حبهم للغرب ومواكبة أفكاره ومبادئه، التي تعتبر حسب زعمهم قمة التطور والحضارة المعاصرة.
وكم يعتصرنا الحزن عندما نرى فتيات في عمر الزهور يقعن فريسة التقليد الأعمى للممثلات والمغنيات الغربيات، وشبابا في ريعان الصبا، ولكنه مائع مستهتر بمبادئ الدين والأخلاق.
فمن هو المسئول عن ضياع هؤلاء جميعا؟
لكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نقف على حقيقة هامة؛ وهي: إن المرأة طرف فيما يتعرض له هذا الجيل من ضياع وانحراف عن طريق الهدى والرشاد، فلقد طالها جانب كبير من مؤامرة أهل الغي والضلال، حيث إنهم اهتدوا إلى معرفة سر قوة وعظمة جيل السلف الرائد، ولقد أقض مضاجعهم أن تبقى المرأة في مملكتها تربي الأجيال، وتصنع الأبطال العظام، فخططوا بمكر بالغ لإخراجها من بيتها، وزجوا بها في معركة تقليد المرأة الغربية، وهي الخاسر فيها لا محالة، وفعلا نجحوا في مطلبهم ومرادهم.
فالمرأة ركن أساسي في بناء المجتمع وهي سر سعادته أو شقائه، بصلاحها يصلح الجيل الناشئ وبفسادها يفسد، فهي الأم والزوجة والأخت والمعلمة والمربية، فهي تمثل نصف المجتمع، وهي تلد النصف الثاني، فهي الأمة بأسرها، وعليها أن تجد السبيل لتغيير هذا الواقع الأليم؛ وذلك بالعمل على تربية جيل إيماني، فريد بصفاته وملامحه، جيل يتربي في أحضان العقيدة الربانية، يحفظ القرآن الكريم ويتدبره، ويتفهم معاني السنة النبوية الشريفة، ويتدبر سيرة السلف الصالح من الصحابة المجاهدين الفاتحين ليكون أهلا للقيادة، ويغير مجرى الأمور كلها، ويسهم في قلب موازين القوى في العالم، لتصب في صالح الإسلام والمسلمين، فإذا حققت هذا الهدف وأوجدت هذا الجيل القرآني، فإنها ستكون الصخرة التي ستتحطم عليها مؤامرات من أطلقوا شعار (دمروا الإسلام أبيدوا أهله).
ولئن كانت حصيلة القرن الماضي في غياب الإسلام عن الساحة، فذلك لا يعني الغروب؛ لأن الغروب لا يحول دون الشروق مرة أخرى في كل صبح جديد معلنا رجوع الأمور إلى نصابها، عندها سيأوي العباد إلى الإسلام كما تأوي الطير إلى أعشاشها، طلبا للعيش الكريم والأمن والأمان بعيدا عن ضوضاء الفوضى والتناقضات.