للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَبِي بكر الأنصاري، وجماعة كثيرة، ولازم الْحَافِظ أَبَا الفضل ابْن ناصر، وأخذ عَنْهُ علم الحديث، واستفاد مِنْهُ كثيرا، وتعلم الوعظ من أَبِي الْحَسَن ابْن الزاغوني، وتفقه وبرع فِي علوم كثيرة، وأخذ اللغة عَن أَبِي منصور ابْن الجواليقي، وصنف الكتب، وبلغت مصنفاته نحوا من ثلاثمائة مصنف، وعقد مجلس الوعظ فِي حال الشبيبة، واستمر عَلَى ذلك، وَكَانَ يحضر مجلسه الخلفاء والوزراء والعلماء، وأقل مَا كَانَ يحضر عنده عشرة آلاف، وربما حضر مائة ألف، وَكَانَ لَهُ فِي القلوب القبول والهيبة، وَكَانَ زاهدا فِي الدنيا متقللا منها، وذكر وَهُوَ عَلَى منبر الوعظ أنه كتب بخطه ألفي مجلد، وتاب عَلَى يَدَيْهِ مائة ألف، وأسلم عَلَى يَدَيْهِ عشرون ألفا، وَكَانَ لا يخرج من بيته إِلا الجمعة ومجلس الوعظ، وجعفر المذكور فِي نسبه هُوَ الجوزي، وهذه النسبة إِلَى فرضة من فرض البصرة، يقال لها: جوزة وفرضة النهر ثلمته التي يستقى منها، ولد رَحِمَهُ اللَّهُ ببغداد بدرب حبيب فِي سنة عشر وخمسمائة، وقيل: سنة ثمان، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَتُوُفِّيَ أَبُوهُ وله ثلاث سنين، وكانت لَهُ عمة صالحة، وَكَانَ أهله تجارا فِي النحاس، فلما مَاتَ أَبُوهُ حملته عمته إِلَى ابْن ناصر، وبه تخرج ومنه استفاد، كما ذكرنا، وشهرته فِي العلم والجلالة والنبل والديانة، تغني عَن الإطناب فِي ذكره، والإسهاب فِي أمره، وَتُوُفِّيَ ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وَتِسْعِينَ وخمسمائة ببغداد، ودفن بمقبرة الإِمَام أَحْمَد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يوما مشهودا.

وشيخنا أَبُو الفرج عَبْد اللطيف بْن عَبْد المنعم بْن عَلِيّ بْن نصر بْن

<<  <  ج: ص:  >  >>