شيخ جليل من أعيان المشايخ المسندين، والطلبة الرحالين، قرأ الحديث بنفسه، وكتب التسميعات بخطه، وَكَانَ يحدث مِنْ لَفْظِهِ، ولديه فضل، وعنده معرفة بالحديث والأدب، ونسخ مَا لا يدخل تحت حصر من الكتب الكبار والصغار، وأجزاء الحديث، وكانت معيشته من ذلك، وَكَانَ خطه حسنا، وطريقته مستحلاة، وولي خطابة قرية كفر بطنا، من قرى دمشق مدة، وكذلك ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بسفح جبل قاسيون مدة، وانقطع فِي آخر عمره، وضعف عَن الحركة، وَكَانَ الطلبة يقصدونه، وكف بصره فِي سنة أربع وَسِتِّينَ وستمائة، وحدث بالكثير نحوا من خمسين سنة، مولده فِي سنة خمس وَسَبْعِينَ وخمسمائة بقرية من جبل نابلس اسمها فندق الشيوخ، وَتُوُفِّيَ يوم الاثْنَيْنِ قبيل العصر، التاسع من رجب سنة ثمان وَسِتِّينَ وستمائة، ودفن بكرة الثلاثاء، بسفح جبل قاسيون، وحمله طلبة