تشغله سعة الرواية عَن تحقيق الدراية، ولا حرفه مَا يعانيه من القيام بأعباء الأمة عَن قصد العلم بعلو الهمة ومزيد العناية، أحببت مع مَا وقع إلي من شيوخه فِي هَذَا المجموع، وإيراد بعض مَا لَهُ من مجاز ومسموع، ليكون ذلك عجالة لمن يقصد الانتماء إليه، ويحب أن يمتاز بالسماع عليه، ولم أجترأ عَلَى ذلك إِلا لعلمي باستغراق أوقاته بأمور المسلمين، والقيام بمصالح الأمة والدين، مع أنني مَا جمعته إِلا بإفادته وتعليمه، ولا رصعته إِلا بعد مراجعته وتفهيمه، فالله سبحانه يبلغني من إتمامه المرام، ويسعفني بإكماله عَلَى أحسن نظام، وقد رتبته عَلَى حروف المعجم لا عَلَى علو الإسناد لا نترك فيه بالابتداء بوالده سيد العباد والزهاد، وأسأل اللَّه تَعَالَى حسن التوفيق، ومزيد الإسعاد، وأن يبلغنا من رضاه غاية الأمل ونهاية المراد، وهذا أول الشروع فِي المعجم، فلنقدم الحديث المسلسل بالأولية قبل ذكر رجاله ليحصل تسلسله لمن سَمِعَ هَذَا المعجم، فإن فِي الابتداء بِهِ تحقق شرط اتصاله.