سَمِعَ من حَنْبَل الرصافي، وأبي حفص ابْن طبرزد، وحدث بالكثير، ولما وضعت الأملاك، واحتيط عَلَى البساتين فِي الدولة الظاهرية حضر السلطان بدار العدل، وجرى الكلام فِي ذلك، فتكلم شيخنا هَذَا من بين الجماعة الحاضرين، وَقَالَ: اليد لأرباب الأملاك، ولا يحل لأحد أن ينازعهم فِي أملاكهم، ومن استحل مَا حرم اللَّه فقد كفر. فغضب السلطان غضبا شديدا وتغير لونه، وَقَالَ: أنا أكفر؟ وجعل بعض أرباب الدولة يسكن غضبه، ويقول القاضي: إنما أشار بالتكفير إِلَى من أفتى السلطان بذلك، وَكَانَ الَّذِي حمله عَلَى ذلك مخافة اللَّه وخشيته، وألقى اللَّه عَلَى خاطره فِي ذلك الوقت قوله تَعَالَى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}. وكانت العقبى إِلَى سلامة وخير، وصارت لَهُ منزلة عند السلطان، وعلم دينه وصدقه فِي المقالة.