ابْن عَلِيّ ابْن الجوزي، وأبي منصور سعيد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر البصري، وأبي طاهر بركات بْن إبراهيم الخشوعي. وكانت لَهُ إجازات من مَكَّةَ والشام، وديار مصر، والعراق، وأصبهان، وهمذان، ونيسابور، وبلاد الجزيرة، وسمع مِنْهُ جماعة من أئمة الحديث، وممن سَمِعَ عليه الْحَافِظ أَبو مُحَمَّد عَبْد العظيم بْن عَبْد القوي المنذري، والحافظ أَبِي الْحُسَيْن يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه القرشي، وذكره أَبُو الفتح عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الحاجب الأميني فِي معجمه، وَقَالَ: تفقه عَلَى والده وعلى الشَّيْخ أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن قدامة، ووصفه بأوصاف جميلة وَقَالَ: سألت عَنْهُ الْحَافِظ أَبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المقدسي؟ فأثنى عليه ووصفه بالفعل الجميل، والمروءة التامة، وحدث بالشام وديار مصر وبغداد، وبلاد الجزيرة، وَكَانَ يحضر الغزوات ويحدث، وَعَمَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَتَّى انْفَرَدَ بِكَثِيرٍ مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ وإجازاته، وقصده الناس وازدحم عليه الطلاب، وَكَانَ لا يرد أَحَدًا، فكان يقرأ عليه فِي كل يوم معظم النهار، وحدث بالكثير من الكتب الكبار، والأجزاء وانتشرت الرواية عَنْهُ، مولده فِي آخر يوم من سنة خمس وَتِسْعِينَ، أو أول يوم من سنة ست وَتِسْعِينَ وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر سنة تسعين وستمائة، ودفن من يومه بسفح جبل قاسيون عند والده، تغمده اللَّه برحمته ورضوانه.