للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بسط الصفدي في "الوافي "الرد عليه، وعند الزبيدي في "شرح الإحياء" عن عدد من العلماء مُعَللين له بعدة علل، منها ما قله ابن بطلان في الرد عليه: "السادسة: يوجد في الكتاب أشياء تَصُدّ عن العلم (١)، وهي معدومة عند المعلم، وهي التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط مبادئ التعليم، وذكر ألفاظ مصطلح عليها في تلك الصناعة، وألفاظ

(١) قوله: "وعند الزبيدي في "شرح الإحياء" عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل .. "، محمد مرتضى الزبيدي من علماء اليمن شرح الإحياء، وله تحقيقات وكتب كبيرة، قال: "في الكتاب أشياء تصد عن العلم"، من مثل الأخطاء المطبعية وأخطاء النساخ، واشتباه الحروف بعضها مع بعض، واحتمالية زوغان البصر، تجد الإنسان يقرأ ثم يترك سطرًا من زوغان بصره، وقد يكون يقرأ ويجد كلمة فينتقل إلى نفس الكلمة في السطر الذي بعده، ومن ثم يؤدي إلى معنى مغاير للمعنى الذي يريده المؤلف، وكذلك القارئ مقلد، فإن مذهب صاحب الكتاب سيتبعه المقلد القارئ بدون أن يعرف هل هو مذهب صواب أو مذهب خطأ، وقد يكون في النقولات شيء من الملحوظات، فكم من عالم ومؤلف وفقيه أراد أن ينقل من غيره فحصل تغييرٌ فيما ينقل، وكذلك قد يدمج القارئ مواضع المقاطع فيدخل جملة في جملة، ويخلط في مبادئ التأليف، وذكر أيضًا الخطأ في فهم المصطلحات التي يمكن أن تكون خاصة بفن، ويجهلها القارئ فيكون ذلك صادًا له عن الاستمرار في التعلم، بينما من كان عنده معلم فإنه لا تنطلي عليه هذه الأمور.

<<  <   >  >>