للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:

فإن الله جل وعلا قد رغَّب في طلب العلم، ورتَّب عليه الأجور العظيمة، كما ورد في الحديث أن النبي قال: (إنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العلم رضًا بمَا يَطْلُبُ) (١)، وكما قال النبي: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهْلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إلى الجنَّةِ" (٢)، وكما جاء في الحديث الثالث: (مَنْ خَرَجَ في طَلَب العِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ) (٣).

ولذلك أشاد الأئمة بطلب العلم، ورغَّبوا فيه، وحثُّوا عليه انطلاقًا من هذه النصوص، وذلك أن حاجة الأمة إلى العلماء أشد من حاجتها إلى وجود غيرهم مِنْ طَوَائِفِ النَّاس، سواءً كان العُبُّاد، أو كان أهل الجهاد، أو كان أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وذلك أن هذه العبادات لا تصح إلا بعلم، لو جاهد بدون علم، لكان ما يؤدي إليه جهاده من الفساد أعظم مما يؤدي إليه من إصلاح الأحوال، وهكذا في بَقِيَّة الأعمال؛ مَنْ تَقَرَّبَ إلى الله بصلاة ليست مبنيَّة على علم، فقد يكون فيها من المُبطلات والمُفسدات ما يجعلها غير مقبولة عند الله ﷿، ولذلك اهتمَّ الأئمة بالعلم، ورغَّبوا فيه، وجَعَلوهُ شَرْطًا للعمل، كما قال الإمام البخاري: "باب العلم قبل القول والعمل (٤).


(١) أخرجه الترمذي (٣٥٣٥)، والنسائي (١٥٨).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٦٤٦)، وأبو داود (٣٦٤١)، وابن ماجه (٢٢٣).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٦٤٧).
(٤) الباب رقم (١٠) من كتاب العلم.

 >  >>