للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه فاحذر الأصول من الكتب، واعلم أنه لا يغني منها كتاب عن كتاب، ولا تحشر مكتبتك وتُشوّش على فكرك بالكتب الغثائية، لاسيما كتب المبتدعة؛ فإنها سمع ناقع. (١).

(٥٠) قوام مكتبتك:

عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومِنْ أَجَلِّهَا كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

= الثاني: أن المرء حريص على استكمال مكتبته بالكتب في كل فن نافع، ومن ثم يكون لديه أصول المسائل.

الثالث: أن يحذر من الكتب المطوّلة التي فيها كلام كثير وفائدتها قليلة، خصوصًا من كتب المعاصرين، فإن كلامهم كثير وفائدته قليلة، كذلك يحذر من كتب المبتدعة؛ لأنهم يدشون السم في الدسم، وقد يأتون بالكلمة لا يتفطن الإنسان لما فيها، انظر مثلًا في تفسير بعض المعتزلة لما ذكر الجنة وما وضعه الله فيها من خيرات: قال: ودخول الجنة أعلى نعيم يُحصِّله العبد، وهذا منطلق من عقيدة معتزلية في نفي رؤية المؤمنين الله ﷿ التي هي أكمل النعيم، كما ورد في حديث صهيب: (فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ﷿) [١]، فإنك لو قرأت الكتاب يمكن أن تمر عليك وترسخ في نفسك، ولا تتبين وجه الحق فيها.

الأمر الرابع: أن يحرص على الكتب التي فيها استدلال بالأدلة، بحيث يتعود على الاستدلال، ويتعود على استنباط الفوائد من الأدلة الشرعية، ومن ثم يصبح ممن ارتبط بالدليل الشرعي، وقد ذكر المؤلف نماذج لمن كتب في ذلك.


[١] أخرجه مسلم (١٨١)، والترمذي (٢٥٥٢).

<<  <   >  >>