للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - التمتع بخصال الرجولة (١):

تمتع بخصال الرجولة من الشجاعة وشدة البأس في الحق ومكارم الأخلاق (٢)،

= ظن السوء احتاط لذلك، وبذل من الأسباب ما يدفع مثل هذا الظن السيئ، ولذلك جاء في الحديث أن النبي جاءته زوجته صفية وهو معتكف، فلبثت معه في المسجد، فلما أرادت أن تنصرف انقلب معها وكانوا في ليل، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي : (على رسلكما، إنها صفية بنت حيي) فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا، - أو قال - شيئًا) [١]، كما ورد في الصحيح.

(١) هذه الخصلة التاسعة من خصال طالب العلم: اتصافه بصفات الرجولة، وصفات الرجولة أنواع: منها الشجاعة، بحيث يكون مقدامًا على الأفعال الطيبة، ولا تكون نفسه ذات خور أو ضعف عن الإقدام عما يليق به، فالشجاعة صفة من صفات الرجال الذين يُثنى عليهم بها، ولذلك جاء في الحديث أن النبي تَعوَّذ من الجبن والجبن هو الضعف والخور مما يقابل الشجاعة، ومن أنواع الشجاعة: شدَّة البأس في الحق.

(٢) قوله: "مكارم الأخلاق"، ومن صفات الرجال اتصافهم بمكارم الأخلاق، وبذلك يكونون على الخلق العالي، وقد جاءت الشريعة تُرغِّب في اتصاف المؤمنين بالصفات العالية، والأخلاق الكريمة، يقول النبي : (أنا زعيم ببيت أعلى الجنة لمن حسن خُلُقه) [٢]، وجاء في حديث في السنن أن النبي قال: (إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه درجة الصائم القائم) [٣].


[١] أخرجه البخاري (٣٢٨١)، ومسلم (٢١٧٥)، والترمذي (١١٧٢)، وأبو داود (٢٤٧٠).
[٢] أخرجه أبو داود (٤٨٠٠).
[٣] أخرجه أبو داود (٤٧٩٨).

<<  <   >  >>