للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ [الفرقان: ٣٢] (١).

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ﴾ [البقرة: ١٢١].

فأمامك أمور لا بد من مراعاتها في كل فَنٍّ تَطْلُبه:

(١) حفظ مختصر فيه (٢).

(٢) ضبطه على شيخ متقن (٣).

(١) ثم جاء بقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ [الفرقان: ٣٢]، هنا لم يؤت في مقابلة أنزل وقيد بقوله: جملة واحدة ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ هذه هي الفائدة الأولى: أن يثبت العلم في قلب المتعلم ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾.

ذكر المؤلف عددًا من الوسائل في التعلُّم:

(٢) أولها: "حفظ مختصر في العلم"؛ فإنه يبقي ذلك العِلْم في القلب.

(٣) وثانيها: "ضبط العلم"؛ أي: ضبط مصطلحاته وضبط ألفاظه ومعانيها، وضبط أساليبه وضبط أبوابه، والمراد بالضبط الحفظ التام، والضبط يكون للعلم، ويكون لكتبه، فيضبط ما ألف فيه من مؤلفات، ويضبط أيضًا مواطن بحث المسائل التي تبحث، أين يبحث أهل العلم هذه المسألة؟ لأن كثيرًا من المسائل تبحث في غير مظانها، يبحث الإنسان عنها في باب وهي في باب آخر، مثال هذا حديث: (أن النبي نهي أن توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج) [١]، رواه مسلم. وجعله في آخر باب صلاة الجمعة؛ فهذا ليس مظنة له، إذن لا بد أن نعرف مواطن بحث المسائل، ومن أمثلة ذلك: خبر صلاة ابن عمر خلف الحجاج، أخرجه البخاري في باب التهجير بالرواح =


[١] أخرجه مسلم (٨٨٣)، وأبو داود (١١٢٩).

<<  <   >  >>