للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس" (١) ا. هـ.

فالزم السبيل، ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣].

٣ - ملازمة خشية الله (٢):

التَّحَلّي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى، محافظًا على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالًا على الله

(١) ثم ذكر كلمة شيخ الإسلام: "أهل السنة نقاوة المسلمين"، يعني صفوتهم "وهم خير الناس"، لأنهم يرشدونهم إلى الحق، ويحسنون إليهم، ويكُفّون عن الكلام في معايبهم، وبالتالي هم خير الناس للناس، بينما بقية الطوائف يكون عندهم من الشر والأذى ما يقابلون به إحسان أهل السنة إليهم، ولذلك من رحمة الله أن جعل أهل السنة أهل الصفات الحسنة الذين يحسنون إلى الخلق، وكلما ابتعد الإنسان عن السنة تقرَّب إلى الله بإيذاء الناس.

(٢) الأدب الثالث من حلية طالب العلم: "ملازمة خشية الله تعالى"، بحيث يمتلئ قلبك من مخافة الله التي تدفعك إلى طاعته، وتبعدك عن معصيته، والفرق بين الخوف والخشية أن الخوف يُلاحظ فيه الخائفُ ضَعْفَ نفسه، والخشية يُلاحِظُ فيها الخاشي قوة المخشي، فعندما يُلاحظ المرء قدرة الله - جل وعلا - تبدأ عنده درجة الخشية، وكلاهما مطلوب؛ الخشية والخوف، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٧٥]، والخشية أيضًا مطلوبة، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (٢٠) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ [الرعد: ١٩ - ٢١]، فإذن الخشية من الدرجات المطلوبة، والخشية تدفع الإنسان إلى المحافظة على شعائر الإسلام في باطنه وظاهره.

<<  <   >  >>