التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت (١)، والهدي الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة (٢)، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.
وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال:"كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم"(٣).
(١) هذا هو الأدب السابع من آداب طالب العلم، بحيث يكون ظاهر طالب العلم موافقًا للعلم الذي يطلبه، بحيث يكون حَسَنَ السمت، ذكرنا فيما سبق أن السمت هو الصورة الظاهرة، بحيث تكون أخلاقه الظاهرة وكلامه وملبسه دالًا على كونه من طلبة العلم، فيكون هديه الظاهر موافقًا لهدي أهل الصلاح، ومن ثم يلازم السكينة؛ وهي طمأنينة النفس والوقار، بحيث يكون ظاهره غير منبئٍ عن خلاف هذه، وكذلك يتَّصفُ بالخشوع، فليس متسرعًا ولا متبادرًا لما لا ينبغي، وليس متكلِّمًا بما لا يُناسب حاله، وكذلك يتَّصِفُ بصفة التواضع، ويتباعد عن التكبر.
(٢) قوله: "ولزوم المحجة"، المراد بالمحجة: وسط الطريق الموصل إلى المراد، بحيث لا يكون ممن يميلُ جهة اليمين ولا جهة الشمال، ويَعمُر ظاهره وباطنه بعبادة الله تعالى، وذكره، والتخلي عن نواقض ذلك.
(٣) قوله: "قال ابن سيرين: (كان يتعلمون الهدي - وهو الصفة الظاهرة كما يتعلمون العلم"، بحيث تكون ظواهرهم موافقة لبواطنهم، ظواهرهم متحلية بالأوصاف الشرعية، والأخلاق المرعية.