للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالثة: حسن الفهم.

الرابعة: الحفظ.

الخامسة: التعليم.

السادسة: وهي ثمرته العمل به ومراعاة حدوده. ا. هـ

ثم أخذ في بيانها ببحث مهم.

(٤٠) المناظرة بلا مماراة (١):

إياك والمماراة، فإنها نقمة، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة، إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح، فهي مبنية على المناصحة، والحلم، ونشر العلم، أما المماراة في المحاورات والمناظرات، فإنها تحجُّجٌ ورياء ولغط وكبرياء ومغالبة ومراء، واختيال وشحناء، ومجاراة للسفهاء، فاحذرها واحذر فاعلها؛ تسلم من المآثم وهتك المحارم، وأعرض تسلم وتكبت المأثم والمغرم.

(١) قوله: "المناظرة بلا مماراة"، المماراة هي المناقشات العقيمة، والمناقشات التي تكون لإظهار النفس لا لتعرّف الحق، وقد قال النبي : (أنا زعيم ببيتٍ في رَبَض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا) [١].

- أما المناظرة والمناقشة والمجادلة في المسائل العلمية فهذه مطلوبة؛ لأن الإنسان يقصد بها الوصول إلى الحق؛ لأن الكلام فيها يبنى على دليل صحيح، ولأن المرء في المناظرة والمناقشة إذا وصل إلى الدليل سمع له وأذعن: أما الماراة فهو يريد إبطال دليل خصمه =


[١] أخرجه أبو داود (٤٨٠٠).

<<  <   >  >>