للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإياك إذا حصل الجواب أن تقول: لكن الشيخ فلان قال لي كذا، أو قال كذا، فإن هذا وَهْنٌ في الأدب (١)، وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض، فاحذر هذا.

وإن كنت لا بد فاعلًا، فكن واضحًا في السؤال، وقل: ما رأيك في الفتوى بكذا، ولا تُسَمِّ أحدًا.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وقيل: إذا جلست إلى عالم، فسل تفقهًا لا تعنتًا" ا. هـ (٢).

وقال أيضًا: "وللعلم ست مراتب:

أولها: حسن السؤال.

الثانية: حسن الإنصات والاستماع.

= الشيخ فلان يقول كذا، فيكون قد كذب على الشيخ؛ لأن الشيخ نقل هذه الجملة ليرد عليها ويبطلها، وبعض الناس يحضر الشريط، وينقل هذه الجملة، وهذا الجزء، ويقول: اسمع الشيخ يقول كذا، وبالتالي يكون قد كذب عليه، وصدَّ الناس عن سبيل الله؛ لأن إبعاد الناس عن علماء الشريعة، والكلام في أعراضهم، وتشويه سمعتهم، وإنزال مكانتهم يؤدي إلى جعل الناس ينصرفون عن العلم الذي يحملونه.

(١) قوله: "هذا وهن في الأدب"، كذلك من سوء الأدب، معارضة الأقوال بعضها ببعض، يقول مثلًا: الشيخ الفلاني يقول كذا، فنقول له: لا يصح لك أن تقارن قولي بقوله.

(٢) قوله: "قال ابن القيم"، سل تفقهًا - يعني من أجل تحصيل الفقه - لا تعنتًا - من أجل إنزال المشقة على العالم.

<<  <   >  >>