للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع، فَصحَّةُ الفهم للجواب (١)،

= الثالث: ألا تسأل في شيء قد تكلم فيه الشيخ، فمسألة طرحها الشيخ وهي واضحة وجلية، وحكم قد قرره الشيخ لا يصح بأن تقول بعد ذلك: ما الحكم في كذا، والشيخ قد قرره.

الأمر الرابع: لا بد أن يكون سؤالك سؤالًا صحيحًا، فبعض الناس يسأل بسؤال مركب بصياغة غير صحيحة.

الأمر الخامس: أن يكون سؤالك سؤالًا واقعيًا، وتدعو الحاجة إليه.

الأمر السادس: ألا يكون من التعنت، تريد أن تختبر الشيخ، وقد جاء في الحديث: (أن النبي نهى عن الأغلوطات) [١].

الأمر السابع: أن لا يكون سؤالك على جهة إبطال قول الشيخ، قد تستفهم، لكن لا تحاول إبطال قول الشيخ؛ لأن هذا سوء أدب، وقد يكون سوء فهم منك، وبالتالي لا يكون كلامك صحيحًا، قد تعترض وتقول: كيف الجمع بين كذا وكذا؟ فهذا لا بأس فيه، لكن أن تقول: كلامك غلط أو فيه ما فيه؛ لأن الله يقول كذا، فهذا سوء أدب، وليس من حسن السؤال في شيء.

(١) وقول المؤلف: "التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع، فصحة الفهم للجواب"، مَرَّات يأخذ بعض الناس جزءًا من الجملة، ولا يلتفت إلى بقيتها، ويفهم فهمًا خاطئًا، وهذا يحصل خصوصًا من عوام الناس، يأخذ ربع جملة، ثم يبدأ ينسب إلى الشيخ ما لم يقله، ولذلك لا يجوز أن ينسب إلى عالم أي مقالة إلا إذا كان الإنسان قد سَمِعَ المقالة كاملة، مرات يأتي العالم، ويتكلم بنقل كلام باطل لا يقول به الشيخ، وإنما أورده ليبطله، ثم يجيب عنه، ويرد عليه، فيأتيك بعض الناس ما سمع إلا المقالة الباطلة؟! فيقول=


[١] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٩١٣).

<<  <   >  >>