للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "قلت: كذلك ينبغي للعبد أن يُزْري عن نفسه ويَهْضمها" (١). ا. هـ.

٦ - القناعة والزهادة (٢):

التحلي بالقناعة والزهادة، وحقيقة الزهد: "الزهد بالحرام، والابتعاد عن حِمَاه، بالكف عن المشتبهات (٣) وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس".

ويؤثر عن الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: "لو أوصى إنسان لأعقل الناس، صرف إلى الزُّهَّاد" (٤).

= أخشى أن لا يُغفر لهم بسببي". بكر بن عبد الله المزني إمام، عالم، حجة، قد بثَّ من العلم ما بثَّ، ومع ذلك يخشى أن لا يُقبل من الحجيج ولا يُغفر لهم بسببه هو.

(١) قال الإمام الذهبي: "كذلك ينبغي للعبد أن يُزري على نفسه أي: أن ينتقص منها، وأن يهضمها ويأخذ بعض ما يكون لها؛ من أجل أن يكون ذلك سببًا لقبول الله له، كلما تواضع العبد الله كان ذلك سببًا لرفعة العبد عند الله - جل وعلا -، وكلما ترك الإنسان الكبرياء، والعُجب بالنفس كان أدعى لقبول الأعمال، وأدعى إلى معية الله، وأدعى لأن تكون معية الله مع العبد.

(٢) الأدب السادس من آداب طالب العلم، وهو القناعة والزهد، أما القناعة فالمراد بها: عدم استشراف النفس لما لم يُعطِه الله للعبد، بحيث يكون راضيًا بما رزقه الله - جل وعلا - هذه هي القناعة. أما الزهد فالمراد به: ترك ما لا ينفع في الآخرة.

(٣) قوله: "الزهد بالحرام والابتعاد عن حماه بالكف عن المشتبهات الزهد بالحرام هذا يقول له الفقهاء: الورع، فالمراد بالورع هو ترك الحرام، والمراد بالزهد ترك ما لا ينفع.

(٤) قوله: "قال الإمام الشافعي: لو أوصى إنسانٌ لأعقل الناس، فإنه يصرف إلى الزهاد"، لماذا؟ لأنهم انتفعوا بما لديهم ولم يقدموا على ما لا ينفعهم، وليس المراد بالزهد ترك الدنيا، وإنما المراد بالزهد استعمال الدنيا قلت أو كثرت فيما ينفع العبد في آخرته، =

<<  <   >  >>