ولهذا كانت العطل الأسبوعية للطلاب منتشرة منذ أمد بعيد، وكان الأغلب فيها: يوم الجمعة، وعصر الخميس، وعند بعضهم يوم الثلاثاء، ويوم الاثنين، وفي عيدي الفطر والأضحى من يوم إلى ثلاثة أيام وهكذا (١).
ونجد ذلك في كتب آداب التعليم، وفي السير، ومنه على سبيل المثال:"آداب المعلمين" لسحنون، و"الرسالة المفصلة" للقابسي، و"الشقائق النعمانية"، وعنه في "ابجد العلوم"، وكتاب "أليس الصبح بقريب" للطاهر بن عاشور، و "فتاوى رشيد رضا"، و"معجم البلدان"، و"فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية".
(٣٧) قراءة التصحيح والضبط (٢):
احرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ مُتْقِن، لِتَأْمَن من التحريف والتصحيف والغلط والوهم.
وإذا استقرأت تراجم العلماء - وبخاصة الحفاظ منهم - تجد عددًا غير قليل ممن جرد المطولات في مجالس أو أيام قراءة ضبط على شيخ متقن.
فهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى قرأ "صحيح البخاري" في عشرة مجالس، كل مجلس عشر ساعات، و"صحيح مسلم" في أربعة مجالس في نحو يومين وشيء من بكرة النهار إلى الظهر، وانتهى ذلك في يوم عرفة، وكان
(١) قوله: "كانت العطل الأسبوعية"، ومن هنا حرص أهل العلم على جعل إجازة وعطلة في الدراسة.
(٢) قوله: "قراءة التصحيح"، عندما يقرأ المقبل على طلب العلم الكتاب على شيخ متقن، فإنه سيصحح قراءته فيأمن من تحريف النطق وأخطاء الطباعة.