للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٢) الأمانة العلمية (١):

يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية، في الطلب، والتحمل، والعمل والبلاغ، والأداء.

= إني أسألك فهم النبيين، وحفظ المرسلين، والملائكة المقربين) [١].

وكم من إمام عرضت له هذه المسائل وهذه الإشكالات فلجأ إلى الله، وإلى الصلاة؛ فسَهُل له ما استعصى عليه، وقد قال ابن عمر: (مكثتُ السنين في حفظ سورة البقرة) [٢]، فلم ينقص هذا من مكانته، بل هو من أجل علماء الأمة، وقال الإمام أحمد: "جلست تسع سنوات أدْرس باب الحيض"، وما ذاك إلا أنه استعصى عليهم العلم، فقَلَّبوا النظر وكرَّرُوه وأعادوه حتى فهموه.

(١) الصفة الثانية والثلاثون من صفات طالب العلم الأمانة العلمية، بحيث لا يكون كاذبًا في نسبة شيء إلى نفسه وهو من كلام غيره، ولا يكون كذلك خائنًا، فيما يتعلق بعمله، فلا يُعْطِي ولا يتكلَّم إلا بما يظُنّ أنه الصواب والصحيح، فالأمانة العلمية مطلوبة في النقل، وفي الحديث والتكلم وقد جاءت النصوص بالترغيب في الأمانة وفي حفظها، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: ٢٧] وحذرت الشريعة من الخيانة، فمن خصال المنافق أنه إذا عاهد غدر، وأنه إذا اؤتمن خان [٣].


[١] موطأ مالك برواية يحيى الليثي، (٤٧٩)، الطبقات الكبرى لابن سعد ٤/ ١٦٣، شعب الإيمان للبيهقي (١٩٥٦)، ٢/ ٣٣٠.
[٢] حاشية الروض المربع لابن قاسم ١/ ٣٦٩.
[٣] أخرجه البخاري (٣٤) كتاب الإيمان، باب علامة المنافق، ومسلم (٥٨)، كتاب الإيمان، باب خصال المنافق.

<<  <   >  >>