لا يعدُّ عالمًا إلا إذا كان عاملًا، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله.
وأسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء تسعة، فقال: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن أكينة بن عبد الله التميمي من حفظه؛ قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: (هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل)(١).
وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
٤ - دوام المراقبة (٢):
التحلي بدوام المراقبة الله تعالى في السِّرّ والعلن، سائرًا إلى ربك بين
(١) ثم أورد المؤلف أثر "هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل"، يعني: أن صاحب العلم إذا عَمِلَ به بقي علمُه، وإذا لم يعمل به فإن العلم يزول، ولكن هذا الأثر الذي ذكره المؤلف ضعيف الإسناد، فيه عبد العزيز التميمي، وهو مُتكلَّمٌ فيه، ولذلك لا يصح هذا الأثر، وهو ضعيف جدًّا.
(٢) هذه الصفة الرابعة من صفات طالب العلم، حلية طالب العلم تقتضي أن الطالب يستشعر أن الله تعالى يُراقِبُهُ، فهو يراقب عمله الظاهر، وهو يراقب نيته ومقصده؛ لأن الله تعالى كما وصف نفسه بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ [آل عمران: ٥]، وكما قال - سبحانه - في وصف نفسه ﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه: ٧]، ومن =