للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعلمك وسمتك وعملك، متحليًا بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح (١).

وملاك ذلك خشية الله تعالى، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "أصل العلم خشية الله تعالى".

فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم

= الخشية تنشأ من أمور:

أولها: العلم بالله تعالى وبقدرته وبصفاته، ومن ذلك أن يعلم العبد أن الله مطلع عليه في كل أحواله.

الثاني: مما تنشأ عنه الخشية، معرفة العبد بأن ربه قادر عليه، قادرٌ على إنزال العقوبة به، ويُطالع سنن الله في الكون في الأمم السابقة كم أنزل بهم من العقوبات.

والخشية تنشأ من ملاحظة الدار الآخرة، وأن المرء عما قريب منتقل إليها، ومحاسبٌ على أعماله في الدنيا، فأذا استحضر الإنسان ذلك زادت عنده صفة الخشية من الله تعالى.

هذه الخشية ليست خاصة بالقلب بل لها مظاهر في ظاهر البدن، منها المحافظة على شعائر الإسلام ومنها إظهار السنة، ومنها حرص الإنسان على نشر السنة والدعوة إليها، ومنها أن يكون المرء متخلقًا بالأخلاق الفاضلة، سهلًا مع عباد الله.

- وهذا معنى قول المؤلف: "والمساهلة"، يعني أن يكون هيِّنًا رفيقًا مع الخلق.

(١) قوله: "السَّمت الصالح"، فالسَّمت المراد به الصفة الظاهرة، قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [فاطر: ٢٨].

<<  <   >  >>