للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١٥) الثبات والتثبت (١):

تحل بالثبات والتثبُّت، لاسيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن "من ثبت نبت".

(١) هاتان صفتان ذكرهما المؤلف في آداب طالب العلم المتعلِّقة بنفسه:

الصفة الأولى: الثبات: والثبات يراد به البقاء على الخير والدعوة له، والأمر بالمعروف وعدم الانتقال إلى غيره، والثبات يشمل ما يأتي:

أولًا: الثبات في المعتقدات، بحيث لا ينجر الإنسان في معتقده لأي متكلم يتكلم معه، حتى يكون متثبتًا في أمره.

الثاني: الثبات فيما يتعلق بالتصرفات، فلا يكون الإنسان من أتباع كل ناعق، كلما تكلَّم متكلِّم صار معه، وإنما يكون ثابتًا على مبدئهِ وطريقته.

الثالث: الثبات فيما يتعلق بنصرة الأشخاص، فلا ينصر غيره إلا إذا علم أنه على حق ويستمر في ذلك، وأما أن ينصر قريبه أو صاحب بلده بدون أن يكون متثبتًا من حاله، فهذا يكون من العصبية المذمومة كحمية الجاهلية.

الرابع: الثبات فيما يتعلق بما يؤديه العبد من الأعمال الصالحة، بحيث لا تصرفه الصوارف عن عمله الصالح الذي يؤديه، سواء كان من الفرائض أو النوافل، وتعلمون أن النصوص قد جاءت بالترغيب في المداومة على الأعمال الصالحة، فقد جاء في الحديث أن النبي قال: (أحبُّ العمل إلى الله أدومه وإن قل) [١].


[١] أخرجه البخاري (٦٠٩٩)، ومسلم (٢٨١٨)، وأبو داود (١٣٦٨)، والنسائي (٧٦٢).

<<  <   >  >>