للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأمر الخامس: مما يؤمر بالثبات فيه: الثبات في طلب العلم، بحيث لا تأتي المشغلات فتصرف الطالب عن طلبه للعلم، وهذه مسألة مهمة جدًّا ينبغي الالتفات إليها، فإن بعض الناس عندما يأتيه أدنى أمر ينشغل عن طلب العلم، ولا يثبت فيه، وحينئذٍ لا يرزق بركته ولا يستمر معه، نجد طلبة العلم كثيرين ثم بعد ذلك لا يثبتون، وما هذا إلا لانشغالهم مرات بتوافه، ومرات بلعب، ومرات بلغو، ومرات بهيشات، ومرات بأمور لا تناسب طالب العلم، ولذلك هذه الهيشات وهذه المشغلات تكون سببًا في انصراف طالب العلم عن طلب العلم، ولذلك رغب المؤلف هنا في الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن من ثبت - يعني في طلب العلم - نبت، وأصبح عاليًا، وأما من بذل من وقته شيئًا ثم انصرف فإنه لا يستفيد العلم.

والصفة الثانية: التثبت: بحيث لا يقبل ما يرد عليه من الواردات حتى يكون متيقنًا منه أنه الحق، وأنه الصحيح، وهذا يشمل أمورًا:

أولها: ما يتعلق بالمعتقد، فإذا وردت إليك مسألة عقدية فيها كلام أحد من الناس، فتثبت فيها حتى تحقق من النصوص ومن صحة النقل.

وثانيهًا: التثبت فيما يتعلق بالأحاديث التي تورد على الإنسان، فلا يأخذ منها إلا ما تثبَّت أنه صحيح ثابت النسبة إلى النبي ، إما بمعرفة إسناده، أو بمعرفة مَنْ صَحَّحَه من أهل العلم، أو بنقله عن عالم التزم الصحة في حديثه وفيما ينقله من الأحاديث.

الثالث: التثبت في نسبة الأقوال إلى علماء الشريعة، فكم من مرة وجدنا أقوالًا تنسب إلى فقهاء وهم منها براء، وهذا في مسائل عظيمة من مسائل العقائد فضلًا عن مسائل الفقه.

<<  <   >  >>