للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٣) الصدق (١):

صدق اللهجة: عنوان الوقار، وشرف النفس ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل، ورسول المودة مع الخلق، وسعادة الجماعة، وصيانة الديانة، ولهذا كان فرض عين، فيا خيبة من فرط فيه! ومن فعل فقد مس نفسه وعلمه بأذى.

= لم يتعلموا الله، وهم لا يتعلمون العلم لنفع الناس وتعليمهم، فحينئذ لن توجد أمانة علمية عندهم، وبعض الناس يحاول أن يمدح نفسه بنسبة أفعال جميلة للآخرين إليه، وفي الحديث: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) [١]، وهذا هو الذي جعل بعض الأئمة يتكلم في بعض الرواة قدحًا، وكلما وجدوا شخصًا ألف أو روى تكلموا فيه ببيان مواطن خطئه ومواطن تعثره، ليصبح الطلاب على بصيرة من قيمة هذه المقروءات والمسموعات.

(١) هذا هو الأدب الثالث والثلاثون من أدب طالب العلم: الصدق، قد قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: ١١٩)، ويقول النبي : (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار) [٢]، ويقول : (الصدق طمأنينة والكذب ريبة) [٣]، والصدق له صلة بالأمانة، فإن غَيْر الأمين غير صادق، ونضرب لهذا مثلًا: من قال: إن الفقيه الفلاني لا يقول بكذا، وهو لم يتأكد أو يعرف خلافه، فحينئذ ليس بصادق ولا بأمين، وصِدْق اللهجة ينتج عنه أمور:


[١] أخرجه البخاري (٥٢١٩)، ومسلم (٢١٢٩).
[٢] أخرجه البخاري (٦٠٩٤)، ومسلم (٢٦٠٧)، والترمذي (١٩٧١)، وأبو داود (٤٩٨٩).
[٣] أخرجه الترمذي (٢٥١٨).

<<  <   >  >>