للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣١) اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل (١):

لا تفزع (٢) إذا لم يُفْتَح لك في علم من العلوم، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير (٣)، ومنهم من صرح بذلك كما يعلم من تراجمهم، ومنهم: الأصمعي في علم العروض، والرهاوي المحدث في الخط، وابن الصلاح في المنطق، وأبو مسلم في علم التصريف، والسيوطي في الحساب، وأبو عبيدة، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو الحسن القطيعي، وأبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، وأبو حامد الغزالي، خمستهم لم يفتح لهم بالنحو.

(١) هذا الأدب متعلق بصعوبة ببعض المسائل أو بعض الفنون، هل تكون عائقًا لطالب العلم عن مواصلة العلم؟ أقول: لا يحسن أن يكون ذلك عائقًا عن مواصلة العلم، لماذا؟ لأنه:

أولًا: طلب العلم لله، فمقصوده الأساسي هو الأجر والثواب، وهذا حاصل على كل حال، ولو لم يفهم العلم.

ثانيًا: العلم مسائل متعددة، وفنون مختلفة، فإذا استعصى عليك فن وفهمت غيره، أو استعصت عليك مسألة وفهمت غيرها فحينئذ أنت قد حصلت، ولا لوم عليك في ذلك.

(٢) فقوله: "لا تفزع"، أي: لا تحزن، ولا يصدنك عن طلب العلم كونك لم تفهم علمًا من العلوم، ما لم تفهمه تجاوزه إلى غيره.

(٣) قوله: "لا تفزع إذا لم يفتح لك في علم من العلوم، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير"، أي: ماذا نفعل عند استعصاء بعض العلوم؟

أولًا: نواصل العلم والتعلُّم في بقية العلوم وبقية المسائل، وهذه المسألة التي استشكلت علينا نتركها حتى يأتي وقت فهمها، فكونك تريد فهم مسألة، فتعيقك عن =

<<  <   >  >>