لا تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفه فيه، وكثيرًا ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك، فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته.
٥٢ - ومنه:
إذا حزت كتابًا؛ فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جَرْدًا، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة، فربما مَرَّ زمان وفات العمر دون النظر فيه، وهذا مجرَّب، والله الموفق (١).
(١) الأمر الخامس: معرفة اصطلاحات أهل العلم في كتبهم، ومعرفة ترتيب كتب أهل العلم، بحيث يكون المرء قادرًا على فهم الكتاب متى قرأه، أما إذا قرأتَ كتابًا، وفسَّرتَ هذا الكتاب بتفسيرات غير مراد صاحب ذلك الكتاب فقد تقع في إشكالات كثيرة، مثال هذا كلمة (شيخ الإسلام)، هذه الكلمة عند كثير من أهل العلم يُراد بها شيخ الإسلام ابن تيمية، لكن هناك مؤلفات تريد غيره، كما في مؤلفات ابن السبكي إذا قال: شيخ الإسلام فهو يريد والده، فإذا نسبت كلام ابن السبكي إلى ابن تيمية بناءً على أنه قد نُسِبَ إلى شيخ الإسلام فقد وقعت في الخطأ، وهكذا في بقية المصطلحات، ومن هنا لا بد من قراءة مقدمة الكتاب، لتعرف المصطلحات، وأضرب لهذا مثلًا، في كتاب "كنز العمال" هناك رموز، هذه الرموز إذا فسرتها برموز غيره حينئذ وقت في الخطأ فـ (ط، س) تعني: الطبراني في الأوسط، وغيره يريد بها الطيالسي مثلًا، فحينئذ احذر من مثل هذا.
كذلك ينبغي بك قبل أن تُدخل الكتاب في مكتبتك أن تعرف طريقته، وأن تقرأ مقدمته وخاتمته، وأن تمر على شيء من مسائله، وأما إذا وضعت الكتاب في محله بالمكتبة من دون أن تنظر فيه فقد لا تتمكن من قراءته، ولا معرفته في وقت آتٍ.