وبالجملة، فهذا أصل هذه الحلية (٢)، ويقعان منها موقع التَّاج من الحُلَّةِ (٣).
فيا أيها الطلاب! ها أنتم هؤلاء تربَّعتم للدرس، وتعلقتم بأنفس علق (طلب العلم)، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، فهي العدة، وهي مهبط الفضائل، ومتنزّل المحامد، وهي مبعث القوة، ومعراج السمو، والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن، فلا تفرطوا.
٢ - كن على جادة السلف الصالح (٤):
(١) وقول المؤلف: "الخصلة الجامعة"، يعني الشرط الثاني من شروط العبادة، المتابعة، والمتابعة هي الجالبة لمحبة الله ولمحبة رسوله، كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١].
(٢) قوله: "وبالجملة فهذا أصل هذه الحلية"، الذي هو الإخلاص والمتابعة.
(٣) قوله "ويقعان منها موقع التاج من الحلة"، في أعلى شيء وأبرك شيء وأعظم شيء وأكثر شيء أثرًا؛ الإخلاص والمتابعة.
(٤) قوله في الحلية الثانية: "كن على جادة السلف الصالح"، أخبر النبي ﷺ:(أن خير أمته هم القرن الأول، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، فهؤلاء هم خير الأمة [١]، وإذا=