فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب؛ بأن تكون - مع بذل الجهد في الإخلاص - شديد الخوف من نواقضه، عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه.
ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله:"ما عالجت شيئًا أشد على نفسي من نيتي"(١).
وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده:"يا أبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعَظَهُم غيرُك لا يبكون؟ فقال: يا بني! ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة".
وفقك الله لرشدك آمين.
= في الدنيا وبذل العلم من أجله، فإنه يكون سببًا من أسباب عدم فهمه للعلم، ومن أوّله فهم القرآن، وليعلم بأن ما أتى من هذا المال بدون طلب، وبدون إشراف نفس، ولم تتعلق نفسه به، وقضى حوائجه، فحينئذ لا يلحقه به حرج، كما ورد في حديث عمر أن النبي ﷺ قال:(إذا جاءك من هذا المال شيءٌ وأنت غيرُ مُشْرِفٍ ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك)[١].
(١) ثم ذكر المؤلف قول سفيان أيضًا: ما عالجت شيئًا أشدَّ علي من نيَّتي"، النية سهلة على من سهَّلها الله عليه، وفي لحظة وفي ثانية تتمكن من قلب نيتك وتجعل أعمالك الله، وفي نفس الوقت هي صعبة عسيرة؛ لأن الناس يغفَلون عنها من جهة؛ ولأن الشيطان يحرص على إفساد النوايا؛ لأن النية عظيمة النفع، كبيرة الأثر، جالبة البركة، ومن ثم فالشيطان يحرصُ على إفساد النيات من أجل هذا الأمر.