يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه بالكسل والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره.
= الأمر الثاني: استبعاد وقوعه في الخطأ، فإنه مما يلاحظ في هذا أن محبة الشيخ أمر مطلوب؛ لأنه صاحب فضل عليك، فتتقرب إلى الله بمحبته محبة زائدة عن محبتك لأفراد المؤمنين، لكن لا تجعلك محبته تظن عصمته، ولا مانع من أن تحب من تظن أنه يخطئ.
الأمر الثالث: أن تلاحظ ألا توصلك هذه المحبة إلى تقليده في نغمة الصوت، أو أسلوب الحديث وطريقة الكلام.
الأمر الرابع: أن لا تقلده في ملابسه أو سيارته، فإن التقليد يكون في العلم والتعلم والتعليم والعمل به، وأما الصورة الظاهرة فإنه لا يُقَلَّد فيها، فإنه إنما صار شيخًا بعلمه وعمله وتعلمه وتعليمه، فيُقْتَدَى به في ذلك، وأما طريقة مشيته وطريقة كتابته وحركة يديه عند الدرس، فهذه لم تجعله شيخًا، إنما الذي جعله شيخًا هو العلم.
(١) هذه من صفات المعلم، بحيث يلاحظ أحوال الطلاب، ويلاحظ تفاعلهم معه، فيجعل ما يلقيه من المعلومات على مقدار ذلك، وفي ثنايا هذا النهي عما يُشغل الشيخ حال الدرس، فإذا كانت كثرة حركتك تشغله عن الدرس وإكماله فاجتنبها، وهكذا نوم الإنسان في درسه قد يؤدي إلى فتور شيخه، وبالتالي يجب عليه أن يحاول ما يستطيع ألا يأتيه النوم أثناء درسه بأن يأخذ ليلًا كفايته من النوم، وهكذا يحاول الطالب اجتناب شرود الذهن؛ فإن شرود ذهن الطالب يجعل المعلم لا يتقن تعليمه؛ لأن الطالب سيشتغل بما في ذهنه، وسيشتغل المدرس بمحاولة إعادته إلى درسه.