للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه فقيِّد العلم بالكتاب، لاسيما بدائع الفوائد في غير مظانها، وخبايا الزوايا في غير مساقها، ودررًا منثورة تراها وتسمعها تخشى فواتها .. وهكذا، فإن الحفظ يضعف، والنسيان يَعْرضُ.

قال الشعبي: "إذا سمعت شيئًا فاكتبه، ولو في الحائط" رواه خيثمة (١).

وإذا اجتمع لديك ما شاء الله أن يجتمع فرتبه في تذكرة، أو كناش على الموضوعات، فإنه يُسْعِفُكَ في أضيق الأوقات التي قد يعجز عن الإدراك فيها كبار الأثبات.

٢٨) حفظ الرعاية (٢):

ابذل الوسع في حفظ العلم (حفظ رعاية) بالعمل والاتباع، قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: "ويجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده وجه الله سبحانه" [١].

* قوله: "فإن الحفظ يضعف، والنسيان يعرض قال الشعبي: (إذا سمعت شيئًا فاكتبه، ولو في الحائط) [٢] "، ذكر المؤلف هذا القول للشعبي، وكان الشعبي من أكثر الناس حفظًا، وكان له قوة غريبة في الحفظ، ومع ذلك أمر بالكتابة.

* الأدب الثامن والعشرون من آداب طالب العلم: أن يحفظ الطالب العلم من خلال رعايته، ورعاية العلم على أنواع:

أولها: أن يرعاه بالعمل؛ بحيث كلما علم مسألة عمل بها فهذا يكون قد عمل بعلمه، وتَرْكُ العمل بالعلم من أسباب غضب الله تعالى، كما في سورة الفاتحة، وقد جاء في =


[١] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السماع للخطيب ١/ ٨٠.
[٢] تقييد العلم للخطيب ١/ ٩٩.

<<  <   >  >>