للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحديث، أن النبي قال: (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أيْ فلانُ ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) [١].

وكثير من أهل العلم قد حذر من هذا، روى جندب مرفوعًا: (إن مثل الذي يعلِّم الناس ولا يعمل بعلمه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه) [٢].

الطريقة الثانية لرعاية العلم: أن يكون مقصد الإنسان وجه الله والدار الآخرة، فإنك إذا قصدت ذلك بارك الله في علمك وجعلك تحفظه، ويبقى في ذهنك، أما من قصد الدنيا، فإن الدنيا زائلة، وما عُمل لله يبقى، وما كان لغيره يفنى.

الطريقة الثالثة: الدعوة إلى ما لديك من العلم، فإن هذا يبقي العلم عندك، فمتى كنت تدعو الناس وتدرِّسهم وتعلِّمهم، بقي العلم لديك، ومتى أهملت ما لديك من العلم، فلم تراع فيه ذلك، ولم تدع إليه فإنه مع مرور الزمن ستنساه ولن يبقى عندك.

الأمر الرابع: مما يحصل به رعاية العلم وحفظه: ترك المفاخرة به؛ فإن من فاخر بالعلم عاقبه الله بزوال ذلك العلم منه، وكثير من الناس فاخر بما لديه من العلم فكان ذلك سببًا من أسباب زوال العلم عنه؛ لأن الله - جل وعلا - جعل من سمة العلماء التواضع، فمن فاخر بالعلم وترفع به، وقال: علمي أحسن من علم غيري وضعه الله - جل وعلا -، وانظر: في قصة موسى لما قيل له: (هل تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال موسى: لا، فأوحى الله ﷿ إلى موسى: بلي، عبدنا خضر) [٣].


[١] أخرجه البخاري (٣٢٦٧).
[٢] أخرجه أبو داود في الزهد (٣٧٧) ص ٣٢٦، وابن أبي عاصم في الآحاد (١٦٨١)، والطبراني ٢/ ١٦٧ (١٦٨٥).
[٣] أخرجه البخاري (٧٤).

<<  <   >  >>