للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٤٦) عزة العلماء (١):

التحلي بـ (عزة العلماء): صيانة العلم وتعظيمه، وحماية جَنَاب عِزِّه وشرَفِه، وبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه ومن العمل به، وبقدر ما تهدره يكون الفوت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم (٢).

= العلم فإنه سينساه عن قرب، ولن يبارك له في علمه، وفي عصرنا الحاضر استجدت وسائل جديدة، فيحسن استعمالها جميعًا في نشر العلم والدعوة إلى الله ﷿، بعض الناس يقولون: الناس قد فسدوا وتجاهلوا العلم، فنقول: هذه تجعلك تحرص على كثرة التعليم، وتبذل الأسباب فيه، فإذا فسد الناس، وكثر الجهل فيهم، فلا بد أن يقوم العلماء وطلبة العلم بالتعليم، وقد قال النبي : (ما بال أقوام لا يُعلمون جيرانهم ولا يُفقهونهم ولا يُفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟! وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطّنون) [١]، والفُسَّاق يريدون من العلماء أن يسكتوا ولا ينشروا علمًا، ولا يوجهوا الناس وينصحوهم؛ ليتمكنوا من مرادهم في فسقهم، لكن ينبغي ألا نحقق مطلوبهم، وأن نحتسب للأجر في بث العلم.

(١) قوله: "عزة العلماء"، هو الأدب السادس والأربعون، بحيث لا يبذل العلماء علمهم فيما لا يناسبه من المواطن والمحال، وبحيث لا يكون العلماء ممن يبذل علمه في تحقيق أهواء الناس وأغراضهم المخالفة للشريعة.

(٢) قوله: "التحلي بعزَّة العلماء"، وفسره بـ "صيانة العلم وتعظيمه وحماية جناب عزه".


[١] أخرجه ابن راهوية والبخاري في الوحدان، وابن السكن وابن منده وإسحاق وأبو نعيم، قال ابن السكن: "إسناده صالح" كما في كنز العمال ١٨/ ٤٥٨ و ٣٢/ ٢٩٠، وانظر: تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ١/ ٧٠.

<<  <   >  >>