وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁، أن النبي ﷺ قال:(إنما الأعمال بالنيات … ). الحديث (١).
فإن فقد العلمُ إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات (٢)، ولا شيء يحطم العلم مثل: الرياء، رياء شرك، أو رياء إخلاص، ومثل التسميع، بأن يقول مسمعًا: علمت وحفظت (٣).
(١) وقول المؤلف: "في الحديث الفرد المشهور"، الفرد يعني أنه غريبٌ رواه راوٍ واحد عن راوِ واحد عن راوٍ واحد، وذلك أن هذا الحديث قد رواه يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التَّيمي، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب، فهو فردٌ في أربع طبقات من إسناده (مشهور)؛ لأنه اشتهر بَعْدَ ذلك على الألسن واستفاض، فقد رواه عن يحيى بن سعيد قرابة مائتي راوٍ.
(٢) وقول المؤلف: "فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات"، لأنه حينئذ يكون شركًا؛ إما شركًا أكبر وإما شركًا أصغر، ومثل المؤلف له بالأمثلة.
(٣) قوله: "ومثل التسميع بأن يقول مسمِّعًا"، للناس: أنا علمت بكذا، وأنا حفظت كذا، بحيث يكون له منزلة. مثَّل المؤلف بما يفقد فيه الإخلاص: بحب الظهور؛ فيقول: أتعلم حتى يعرفني الناس، ويكون لي معرفة، ويعرفني من في مشارق الأرض ومغاربها، فإنَّ هذا ليس من الإخلاص في شيء.