باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا "القاموس"؛ يعني أنه يدخل في عموم كتاب - فتناول صاحب الترجمة "القاموس"، وأول ما وقع نظره عليه:(والهيشة: الفتنة، وأم حبين، وليس في الهيشات قود)، أي: في القتيل في الفتنة لا يُدْرَى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج" .. ا. هـ. ملخصًا.
(١٣) التحلي بالرفق (١):
التزم الرفق في القول، مجتنبًا الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة (٢).
(١) هذا هو الأدب الثالث عشر من أدب طالب العلم: "التحلي بالرفق".
والمراد بالرفق: السهولة واللين، ولا يعني هذا نفي العقوبة، أو نفي ما يكون مؤديًا إلى أخذ الإنسان بحقوقه.
(٢) قوله: "وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة"، جاء في ذلك نصوص عديدة، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩].
وجاء في الحديث أن النبي ﷺ قال:(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه)[١]، وقد جاء في الحديث أن عائشة ﵂ زوج النبي ﷺ قالت: دخل =