للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٦١) احذر اللحن (١):

ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة وصفاء ذوق، ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني، فعن عمر أنه قال: (تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة).

وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن.

وأسند الخطيب عن الرحبي قال: "سمعت بعض أصحابنا يقول إذا كتب لحَّان، فكتب عن اللحان لحان آخر، صار الحديث بالفارسية".

وأنشد المبرد:

النحو يَبْسُطُ من لسان الألكن … والمرءُ تُكْرِمُهُ إذا لم يَلْحَنِ

فإذا أردت من العلوم أجَلْها … فأَجَلُهَا منها مُقِيمُ الألسُن

وعليه، فلا تحفل بقول القاسم بن مخيمرة رحمه الله تعالى: "تَعَلم النحو: أوله شغل، وآخره بغي".

= ما من شبهة إلا وفي كتاب الله جوابها، وفي كلام أهل العلم جوابها، ولا تستعجل إن كان عندك أمر يقيني وألقى عليك إنسان شبهة في ذلك، فقل: انتظر، عندي أمور يقينية، فكيف أتركها من أجل شبهة؟!

(١) قوله: "احذر اللحن"، كذلك يحذر الإنسان من الخطأ في النحو، ويحاول أن يقرأ الشيء مرة وثنتين وثلاثًا قبل قراءته في الدرس، ليضبط ما يقرأه، وليتعلم منه الناس والحضور الصواب فيما يتكلم به من الكلام، إذا كان طلبة العلم يخطئون في النحو أو يخطئون في طريقة نطق بعض الكلمات، فحينئذ ينتشر مثل هذا، وقد توجد نُفْرَة عند بعض الناس لمن يخطئ في النحو.

<<  <   >  >>