للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٩) حسن السؤال (١):

= لهما، هذه أيضًا طريقة جميلة، ويستقر بها الفهم، وهاتان الطريقتان لهما أصل في السنة، كما في حديث ابن عمر: (أن النبي سأل عن شجرة صفتها كذا وصفتها كذا)، هذا سؤال، فالشيخ هو الذي يسأل ويطلب من الطلاب أن يجيبوا.

الطريقة الثالثة: أن يقوم طالبان للمناظرة؛ وتسمى طريقة المناظرة، فيتناظران في المسألة، بحيث هذا يناظر هذا، وننظر: هذا يتبنّى قولًا وهذا يتبنى قولًا آخر، وننظر من يكون معه الغلبة، ثم يعقب الشيخ بما يستقيم.

الطريقة الرابعة: طريقة السرد، بأن يلقي الشيخ الدرس، وهي من أضعف الطرق في إبقاء المعلومات، ولكنها جيدة، يحصِّل الناس منها شيئًا، خصوصًا إذا كان هناك كتابة وتسجيل، وتَنَاقَشَ الطلاب فيها فيما بعد، فإنها تبقى تلك المعلومة حينئذ.

(١) من آداب طالب العلم حسن السؤال، والسؤال من الأمور التي يرغب فيها، إذا استشكل عليك فاسأل حتى تتقن العلم، ولذلك قيل لابن عباس: أين أصبت هذا العلم؟ قال: (بلسان سؤول وقلب عقول) [١].

إذا تقرر هذا فإن السؤال لا بد أن يكون على السنن، بحيث يلتزم فيه الطالب بالأدب، فلا يسأل في غير الفن الذي يتدارسونه، دَرْسُنا هذا في آداب طالب العلم، فلا تنقلونا إلى الفتوى، مثلًا ندرس في باب الصيام، فلا يحق لك أن تنقلنا إلى باب القصاص، أو باب من أبواب الأنكحة.

الثاني: حسن انتقاء الألفاظ، لا تأتي بلفظ نابٍ، ولا لفظ غريب، ولا لفظ غير مرغوب فيه.


[١] الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي ١/ ٥٩٣.

<<  <   >  >>