للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذا فاجعل لك (كُنَاشًا) أو (مذكرة) لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك، فحسن، ثم تنقل ما يجتمع لك بعد في مذكرة مرتبًا له على الموضوعات، مقيدًا رأس المسألة، واسم الكتاب، ورقم الصفحة والمجلد، ثم اكتب على ما قيدته: "نقل"، حتى لا يختلط بما لم ينقل كما تكتب: "بلغ صفحة كذا" فيما وصلتَ إليه من قراءة الكتاب حتى لا يفوتك ما تبلغه قراءة (١).

وللعلماء مؤلفات عدة في هذا، منها: "بدائع الفوائد" لابن القيم، و"خبايا الزوايا" للزركشي، ومنها: كتاب "الإغفال" و"بقايا الخبايا" وغيرها (٢).

(١) قوله: "ولذا فاجعل لك كناشًا .. "، ومن هنا أمر المؤلف بوضع مذكرة لتقييد الفوائد والفرائد والمسائل التي تبحث في غير مظانها، ومن أنواع ذلك: أن يكتب الإنسان هذه الكتب في أول الكتاب التي تقرأ عليه، وينبغي به أن يقيد رأس المسألة في أول هذه الفائدة، ثم ما نقل منه من كتاب ورقم صفحته وجزئه، ثم بعد ذلك إذا نقَلَ هذه المعلومات التي في أول الكتاب وفي غلاف الكتاب إلى دفتره الأصلي بَيَّن أنها قد نقلت إلى ذلك الدفتر؛ حتى لا يختلط ما نقل بما لم ينقل.

(٢) قوله: "وللعلماء مؤلفات عدة في هذا … "، ذكر المؤلف أن هذه الطريقة استخدمها بعض أهل العلم، فكانت سببًا في شهرة كتبهم، ومن ذلك كتاب "بدائع الفوائد" لابن القيم ، إذ فيه فوائد متنوعة بعضها بلاغية، وبعضها حديثية، وبعضها نحوية، وبعضها عقدية في هذا الكتاب وفي خبايا الزوايا اعتنى الزركشي بالمسائل الفقهية التي تبحث في غير مظانها.

<<  <   >  >>