فيا أيها الطالب! ضاعف الرغبة (١)، وافزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كثيرًا ما يقول في دعائه، إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى:"اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني"، فيجد الفتح في ذلك [١].
= فهم بقية المسائل، فهذا ليس من العقل في شيء، فاتركها إلى غيرها من المسائل حتى يأتي سبيل فهمها.
الثاني: الاتصال بالعلماء الفاهمين الناصحين وهم سيشرحون لك هذه المسألة، ويبينونها لك.
الثالث: مراجعة كتب أهل العلم الأخرى، فإنها تسهِّل لك الفهم، فقد يتكلم الإنسان بجملة غير مفهومه في موطن، ويتكلم إنسان آخر عن هذا المعنى في كتاب آخر بأسلوب واضح سهل.
الأمر الرابع: التوكل على الله وحسن اللجوء إليه بأن يُعلِّمك ويُفهِّمك، والله قد وعد بإجابة الداعين، ومما يتعلق بهذا طلب العبد من ربه - جل وعلا - أن يزيده من العلم، كما قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].
لهذا نجد بعض الأئمة عسر عليم فهم بعض العلوم، فلم يصدهم ذلك عن التعلم، بل أصبحوا أئمة علماء مشهورين في فنون أخرى غير الفنون التي استعصت عليهم، وقد ذكر المؤلف نماذج.
(١) قوله: "ضاعف الرغبة، وافزع إلى الله في الدعاء .. "، على طالب العلم أن يتقرب إلى الله بالسؤال والتضرع بين يديه أن يفهمه ما استشكل عليه، وكان من الأدعية: (اللهم =
[١] إعلام الموقعين ٤/ ٢٥٧، المستدرك على مجموع الفتاوى ٥/ ٢٥٠.