للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عربي هو الواحد والكثرة، وهو القديم والحديث: وهو الباطن والظاهر، وهو العبد وهو الرب.

يقول ابن عربي عن آله وحدة الوجود:

(فهو الأول والآخر، والظاهر والباطن) (١) . فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره، وما ثم من يبطن عنه، فهر ظاهر لنفسه، باطن عنه، وهو المسمى أبا سعيد الخراز، وغير ذلك من أسماء المحدثات. فيقول الباطن: لا إذا قال الظاهر أنا، ويقول الظاهر: لا إذا قال الباطن أنا، وهذا في كل ضد، والمتكلم واحد وهو عين السامع) (٢) . ويقول:

يا خالق الأشياء في نفسه ... أنت لما تخلقه جامع

تخلق ما لا ينتهي كونه في ... ك فأنت الضيق الواسع (٣)

ويقول:

فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا ... وليس خلقا بذاك الوجه فادكروا

من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته ... وليس يدريه إلا من له بصر

جمع وفرق فإن العين واحدة ... وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر (٤) .

وحتى لا يظن ظان أن ابن عربي يفرق بين ذات الله وبين الخلق يقول: (. . . . وبالإخبار الصحيح أنه عين الأشياء، والأشياء محدودة، وإن اختلفت حدودها، فهو محدود بحد كل محدود فما يحد شيء إلا وهو حد الحق،


(١) لا يريد ابن عربي بالأول والآخر والظاهر والباطن المعنى الإسلامي الصحيح الذي يليق بأسماء الله وصفاته. وإنما يريد معنى إلحاديا ينبني على أن الله هو الكون والكون هو الله. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(٢) الفصوص، ص ٧٧.
(٣) المصدر نفسه ص٨٨.
(٤) المصدر نفسه ص٧٩.

<<  <   >  >>