للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - ومنها ما قاله أيضا: (إدامة النظر إلى الحجرة الشريفة فإنه عبادة قياسا على الكعبة المعظمة) (١) وهذا باطل لأنه لم يثبت بدليل صحيح أن النظر إلى الكعبة عبادة. ولو سلم هذا فالعبادات لا تثبت بالقياس وإنما بالنص والتوقيف. ثم إن قياس الحجرة الشريفة بالكعبة قياس باطل. لأن البيت الحرام يختص بأنواع من العبادات لا يجوز فعلها في غيره.

١٠ - الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وبث الشكوى إليه: ولهم في ذلك حكايات وأشعار يطول ذكرها، وقد أورد صاحب وفاء الوفا عدة حكايات فيمن استغاث به صلى الله عليه وسلم (٢) منها أن رجلا من أهل غرناطة نزلت به علة عجز الأطباء عنها وأيسوا من برئه، فكتب عنه أحد الشعراء كتابا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فيه الشفاء لدائه والبرء مما نزل به وضمنه شعرا قال فيه:

كتاب وقيذ من زمانه مستشف ... بقبر رسول الله أحمد يستشفي

له قدم قد قيد الدهر خطوها ... فلم يستطع إلا الإشارة بالكف

ولما رأى الزوار يبتدرونه ... وقد عاقه عن ظعنه عائق الضعف

بكى أسفا واستودع الركب إذ غدا ... تحية صدق تفعم الركب بالعرف

فيا خاتم الرسل الشفيع لربه ... دعاء مهيض خاشع القلب والطرف

عتيقك عبد الله ناداك ضارعا ... وقد أخلص النجوى وأيقن بالعطف

رجاك لضر أعجز الناس كشفه ... ليصدر داعيه بما جاء من كشف

لرجل رمى فيها الزمان فقصرت ... خطاه عن الصف المقدم في الزحف

وإني لأرجو أن تعود سوية ... بقدرة من يحيي العظام ومن يشفي


(١) وفاء الوفا، ٤ / ١٤١٠.

(٢) المصدر نفسه، ٤ / ١٣٧٩ - ١٣٨٧.

<<  <   >  >>