للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجد الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له، فمن أحب شيئا أو اشتهاه إذا حصل له مراده فإنه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك. . . فحلاوة الإيمان المتضمنة من اللذة به والفرح بما يجده المؤمن الواجد من حلاوة الإيمان تتبع كمال محبة العبد لله، وذلك بثلاثة أمور. تكميل هذه المحبة، وتفريعها، ودفع ضدها.

(" تكميلها " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، فإن محبة الله ورسوله لا يكتفي فيها بأصل الحب، بل لا بد أن يكون الله ورسوله أحب إليه سواهما كما تقدم.

" وتفريعها " أن يحب المرء لا يحبه إلا لله.

" ودفع ضدها " أن يكره ضد الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار) (١) وكلما ازداد المؤمن محبة لله ورسوله كلما ازداد ذوقه لحلاوة الإيمان فإن للإيمان من الحلاوة في القلب واللذة والبهجة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه إلا لمن ذاقه، والناس متفاوتون في ذوق الإيمان واللذة به تفاوتا عظيما لا يعلمه إلا الله.

والمقصود أن أهل الإيمان يجدون بسبب محبتهم لله ورسوله من حلاوة الإيمان ما يناسب هذه المحبة (٢) .

وأما عاقبة هذه المحبة فهي أن يكون المرء مع من أحب كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه في الجنة بإذن الله، ولو لم يكن لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ثواب سوى مرافقته في الجنة والتنعم برؤيته لكفى.

أخرج البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه: «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله؟ قال: وماذا أعددت لها؟ قال ما أعددت لها


(١) مجموع الفتاوى، ١٠ / ٢٠٥- ٢٠٦.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى، ١٠ / ٦٤٨ - ٦٥٠.

<<  <   >  >>