للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكنى أحب الله ورسوله، قال أنت مع من أحببت» (١) .

وفي رواية: «قال: وماذا أعددت لها كما قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت مع من أحببت» . قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت. قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم) (٢) .

وأخرج البخاري بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب» (٣) .

فهذه الأحاديث تبين أن المرء مع من أحب طالما كان هذا الحب سببه محبة الأعمال الصالحة وأهلها. فالمحبة الصحيحة تقتضي مشاركتهم في أصل عملهم وهو فعل الواجبات وترك المنكرات، وإن لم يبلغ درجتهم في التقرب إلى الله عز وجل، وعلى ذلك دل قول السائل: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ويقصد بذلك ما زاد على الواجبات من النوافل التي تقبل الكثرة والزيادة، أو أن حظه منها قليل جدا بالمقارنة مع فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأكابر أصحابه ورضي الله عنهم (٤) .

ويؤكد هذا قول أنس رضي الله عنه: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.


(١) صحيح البخاري. كتاب الأدب، باب علامة حب الله عز وجل، ٨ / ٤٩.
(٢) صحيح البخاري. كتاب فضائل الصحابة. باب مناقب عمر بن الخطاب ٥ / ١٤- ١٥. وأخرجه مسلم في البر والصلة. باب المرء مع من أحب، ٤ / ٢٠٣٢.
(٣) صحيح البخاري. كتاب الأدب، باب علامة حب الله عز وجل، ٨ / ٤٨- ٤٩. ومسلم. كتاب البر والصلة. باب المرء مع من أحب، ٤ / ٢٠٣٢.
(٤) ويدل على هذأ إحدى روايات مسلم وفيها: ما أعددت لها من كثير أحمد عليه نفسي) . صحيح مسلم ٤ / ٢٠٣٢.

<<  <   >  >>