للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن حجر:

(. . ودل الخبر على أن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان الأصل أنه لا يحصل إلا بامتثال جميع ما أمر به، أنه يحصل من طريق التفضل باعتقاد ذلك وإن لم يحصل استيفاء العمل بمقتضاه بل محبة من يعمل ذلك كافية في حصول أصل النجاة والكون مع العاملين بذلك، لأن محبتهم إنما هي لأجل طاعتهم، والمحبة من أعمال القلوب، فأثاب الله محبهم على معتقده، إذ النية هي الأصل والعمل تابع لها، وليس من لازم المحبة الاستواء في الدرجات) (١) .

نخلص من هذا إلى أن من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا صحيحا يصدقه الاتباع كان معه في الجنة بإذن الله فضلا وتكرما منه سبحانه، أما مجرد ادعاء الحب بدون تحقيق الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يصل صاحبه إلى هذه المعية ما لم يحقق الاتباع.

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى:

(ابن آدم لا تغتر بقول من يقول: المرء مع من أحب، أنه من أحب قوما اتبع آثارهم، ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم، وتأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمسي وأنت على منهجهم، حريصا على أن تكون منهم، فتسلك سبيلهم، وتأخذ طريقهم وإن كنت مقصرا في العمل، فإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامة، أما رأيت اليهود، والنصارى، وأهل الأهواء المردية يحبون أنبياءهم وليسوا معهم، لأنهم خالفوهم في القول والعمل، وسلكوا غير طريقهم فصار موردهم النار، نعوذ بالله من ذلك) (٢) .


(١) فتح الباري، ١٠ / ٥٥٨.
(٢) استنشاق نسيم الأنس، لابن رجب، ص٨٧.

<<  <   >  >>