تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين (٣٢) فقال له الكاتب جيدا يا معلم بالحق قلت لأنه الله واحد وليس آخر سواه (٣٣) ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح (٣٤) فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيدا عن ملكوت الله) .
وهذه الفقرات وردت في إنجيل متى ٢٢ / ٣٤ -٤٠، وأكتفي بنقل الفقرة (٤٠) وهي قول عيسى عليه السلام: (بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء) .
فقد أكدت الفقرات السابقة على أن أول الوصايا الموصي بها في التوراة وفي سائر كتب الأنبياء والتي هي مدار النجاة الاعتقاد بأن الله واحد لا إله غيره، ولو كان اعتقاد التثليث وألوهية المسيح حقا لكان مبينا في التوراة وفي جميع كتب الأنبياء. ولقال عيسى في جواب السائل: إن أول الوصايا هي الاعتقاد بأن الله واحد ذو أقانيم ثلاثة، وأني الإله الثاني وابن الله، وبما أن عيسى لم يقل ذلك ولم ترد إشارة له لا في التوراة ولا في كتب الأنبياء ثبت أن النجاة تكون باعتقاد التوحيد الحقيقي لله المناقض لاعتقاد التثليث ولاعتقاد الشريك والولد.
وكتب العهد القديم مليئة بالنصوص المصرحة بتوحيد الله تعالى، وعلى سبيل المثال انظر (سفر التثنية ٤ / ٣٥ و٣٩، و٦ / ٤ -٥، وسفر إشعياء ٤٥ / ٥ -٦، و٤٦ / ٩) .
القول الثالث: ورد في إنجيل مرقس ١٣: (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب) .
فهذا القول ينادي على بطلان التثليث وألوهية المسيح؛ لأنه عليه السلام خصص علم ساعة القيامة بالله وحده، ونفى عن نفسه علمها كما نفاه عن