وأنشد النابغة الجعدي أبياتا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له:«لا يفضض الله فاك» ، فما سقطت له سن، وكان من أحسن الناس ثغرا، وعاش مائة وعشرين سنة، وقيل: كان إذا سقطت له سن نبت في مكانها سن أخرى.
وعن أنس رضي الله عنه «أن أعرابيا دخل المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فشكا القحط، فدعا الله فسقوا، ولم يروا الشمس إلى الجمعة الأخرى، حتى دخل الأعرابي عليه صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فشكا كثرة المطر، فدعا الله فانكشف السحاب.»
«وكان عتبة بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويؤذيه كثيرا، فدعا الله أن يسلط عليه كلبا من كلابه، فخرج عتبة في قافلة إلى الشام، فنزل منزلا فقال: إني أخاف دعوة محمد، فجعلوا متاعهم حوله وقعدوا يحرسونه، فجاء الأسد وأخذه من وسط أصحابه فذهب به.» ودعا صلى الله عليه وسلم على محلم بن جثامة فأصبح ميتا، فدفنوه فلفظته الأرض، فدفنوه مرارا فلفظته الأرض، فتركوه.
وقال صلى الله عليه وسلم لرجل يأكل بشماله:«كل بيمينك، فقال الرجل: لا أستطيع، ما منعه إلا الكبر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا استطعت. فما رفعها إلى فيه» .
وأكتفي بما ذكر؛ لأن مثل هذه المعجزات التي جرت على يديه صلى الله عليه وسلم كثيرة تزيد على ألف، وهذه المعجزات وإن لم تتواتر كل واحدة منها، لكن القدر المشترك بينها متواتر بلا شبهة، كشجاعة علي وسخاوة حاتم، وهذا القدر المشترك المتواتر يكفي لإثبات ظهور المعجزات المتنوعة على يديه صلى الله عليه وسلم وللرد على من ينكر ذلك.